إدارة الدراسات الإسلامية
EN ع
0

المجلس الرابع والعشرون من كتاب مجالس شهر رمضان بعنوان أوصاف أهل الجنة

سمعنا عن أوصاف الجنة ونعيمها وما فيها من السرور والفرح والحبور ، فوالله إنها لجديرة بأن يعمل لها العاملون ويتنافس فيها المتنافسون ويفنى الإنسان عمره في طلبها زاهداً في الدون ، فإن سألتم عن العمل لها والطريق الموصل إليها فقد بينه الله فيما أنزله من وحيه على أشرف رسله ، قال الله عز وجل  "  وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)"

 فهذه عدة أوصاف من أوصاف أهل الجنة :

الوصف الأول : قال تعالى " للمتقين " وهم الذين اتقوا ربهم باتخاذ الوقاية من عذابه بفعل ما أمرهم به طاعة له ورجاء لثوابه ، وترك ما نهاهم عنه طاعة له وخوفا من عقابه .

الوصف الثاني : قال تعالى " والذين ينفقون في السراء والضراء " فهم ينفقون ما أمروا بإنفاقه على الوجه المطلوب منهم من الزكاة والصدقات والنفقات على من له حق عليهم والنفقات في الجهاد وغيره من سبل الخير ، ينفقون ذلك في السراء والضراء ، لا تحملهم السراء والرخاء على حب المال ، والشح فيه طمعا في زيادته ولا تحملهم الشدة والضراء على إمساك المال خوفا من الحاجة إليه .

الوصف الثالث : قال تعالى " والكظمين الغيظ " وهم الحابسون لغضبهم إذا غضبوا فلا يعتدون على غيرهم بسببه .

الوصف الرابع : قال تعالى " والعافين عن الناس " يعفون عمن ظلمهم واعتدى عليهم فا ينقمون لأنفسهم مع قدرتهم على ذلك ، وفي قوله تعالى : " والله يحب المحسنين " إشارة إلى أن العفو لا يمدح إلا إذا كان من الإحسان وذلك بأن يقع موقعه ويكون إصلاحاً .

الوصف الخامس : قال تعالى " والذين إذا فعلوا فاحشة أوظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " ، الفاحشة هي ما يستفحش من الذنوب وهي الكبائر : كقتل النفس المحرمة بغير حق ، وعقوق الوالدين ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، والزنا ، والسرقة ، ونحوها من الكبائر ، وأما ظلم النفس فهم أعم فيشمل الصغائر والكبائر .

الوصف السادس :  قال تعالى " ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون " أي لم يستمروا على فعل الذنب وهم يعلمون أنه ذنب ويعلمون عظمة من عصوه ويعلمون قرب  مغفرته ، بل يبادرون إلى الإقلاع عنه والتوبة منه ، فالإصرار على الذنوب مع هذا العلم يجعل الصغائر كبائر ويتدرج بالفاعل إلى أمور خطيرة صعبة .

فهذه أوصاف مختصرة لأهل الجنة وهناك الكثير من الأوصاف المتواترة بهذا الأمر ، فمن أراد الاطلاع يمكنه قراءة كتاب الشيخ بن عثيمين رحمه الله ( مجالس شهر رمضان ).

Picture 

وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية - إدارة الدراسات الإسلامية